فصل: تفسير الآية رقم (14):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (104):

{وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (104)}
{وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ} أي القرآن {مِنْ أَجْرٍ} تأخذه {إِن} ما {هُوَ} أي القرآن {إِلاَّ ذِكْرٌ} عظة {للعالمين}.

.تفسير الآية رقم (105):

{وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)}
{وَكَأَيِّن} وكم {مِّنْ ءَايَةٍ} دالّة على وحدانية الله {فِي السموات والأرض يَمُرُّونَ عَلَيْهَا} يشاهدونها {وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} لا يتفكرون بها.

.تفسير الآية رقم (106):

{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106)}
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بالله} حيث يقرّون بأنه الخالق الرازق {إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ} به بعبادة الأصنام، ولذا كانوا يقولون في تلبيتهم: «لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك» يعنونها.

.تفسير الآية رقم (107):

{أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107)}
{أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ} نقمة تغشاهم {مِّنْ عَذَابِ الله أَوْ تَأْتِيَهُمُ الساعة بَغْتَةً} فجأة {وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} بوقت إتيانها.

.تفسير الآية رقم (108):

{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)}
{قُلْ} لهم {هذه سَبِيلِى} وفسرها بقوله: {ادعوا إلى} دين {الله على بَصِيرَةٍ} حجة واضحة {أَنَاْ وَمَنِ اتبعنى} آمن بي عطف على (أنا) المبتدأ المخبر عنه بما قبله {وسبحان الله} تنزيهاً له عن الشركاء {وَمَآ أَنَاْ مِنَ المشركين} من جملة سبيله أيضاً.

.تفسير الآية رقم (109):

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109)}
{وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً يُوحِي} وفي قراءة بالنون وكسر الحاء {إِلَيْهِمْ} لا ملائكة {مِّنْ أَهْلِ القرى} الأمصار، لأنهم أعلم وأحلم بخلاف أهل البوادي لجفائهم وجهلهم {أَفَلَمْ يَسِيرُواْ} أي أهل مكة {فِي الأرض فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عاقبة الذين مِن قَبْلِهِمْ} أي آخر أمرهم من إهلاكهم بتكذيبهم رسلهم؟ {وَلَدَارُ الأخرة} أي الجنة {خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتقوا} اللَّهَ {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} بالياء، والتاء: أي يا أهل مكة هذا فتُؤمنون؟.

.تفسير الآية رقم (110):

{حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110)}
{حتى} غاية لما دل عليه {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً} أي فتراخى نصرهم حتى {إِذَا استيئس} يئس {الرسل وَظَنُّواْ} أيقن الرسل {أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ} بالتشديد تكذيباً لا إيمان بعده، والتخفيف: أي ظنّ الأمم أن الرسل أخلفوا ما وعدوا به من النصر {جَآءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُنجِّيَ} بنونين مشدّداً ومخففاً، وبنون مشدّداً ماض {مَن نَّشآءُ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا} عذابنا {عَنِ القوم المجرمين} المشركين.

.تفسير الآية رقم (111):

{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)}
{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ} أي الرسل {عِبْرَةٌ لأُلِى الأ لباب} أصحاب العقول {مَا كَانَ} هذا القرآن {حَدِيثًا يفترى} يختلق {ولكن} كان {تَصْدِيقَ الذي بَيْنَ يَدَيْهِ} قبله من الكتب {وَتَفْصِيلَ} تبيين {كُلِّ شَئ} يحتاج إليه في الدين {وهدى} من الضلالة {وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} خصوا بالذكر لانتفاعهم به دون غيرهم.

.سورة الرعد:

.تفسير الآية رقم (1):

{المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1)}
{المر} الله أعلم بمراده بذلك {تِلْكَ} هذه الآيات {ءايات الكتاب} القرآن، والإضافة بمعنى (مِنْ) {والذى أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} أي القرآن، مبتدأ خبره {الحق} لا شك فيه {ولكن أَكْثَرَ الناس} أي أهل مكة {لاَ يُؤْمِنُونَ} بأنه من عنده تعالى.

.تفسير الآية رقم (2):

{اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2)}
{الله الذي رَفَعَ السماوات بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} أي (العَمَد) جمع (عِمَاد): وهو الاسطوانة، وهو صادق بأن لا عمد أصلاً {ثُمَّ استوى عَلَى العرش} استواء يليق به {وَسَخَّرَ} ذلّل {الشمس والقمر كُلٌّ} منهما {يَجْرِى} في فلكه {لأَجَلٍ مُّسَمًّى} يوم القيامة {يُدَبِّرُ الأمر} يقضي أمر ملكه {يُفَصِّلُ} يبيّن {الأيات} دلالات قدرته {لَعَلَّكُمْ} يا أهل مكة {بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ} بالبعث {تُوقِنُونَ}.

.تفسير الآية رقم (3):

{وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3)}
{وَهُوَ الذي مَدَّ} بسط {الأرض وَجَعَلَ} خلق {فِيهَا رواسى} جبالاً ثوابت {وأنهارا وَمِن كُلِّ الثمرات جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثنين} من كل نوع {يُغْشِى} يغطي {اليل} بظلمته {النهار إِنَّ فِي ذلك} المذكور {لأَيَاتٍ} دلالات على وحدانيته تعالى {لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} في صنع الله.

.تفسير الآية رقم (4):

{وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)}
{وَفِى الأرض قِطَعٌ} بقاعٌ مختلفة {متجاورات} متلاصقات، فمنها طيب وسبخ، وقليل الريع وكثيره، وهو من دلائل قدرته تعالى {وجنات} بساتين {مِّنْ أعناب وَزَرْعٌ} بالرفع عطفاً على جنّات والجرّ على أعناب وكذا قوله: {وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ} جمع (صنو)، وهي النُخَيْلات يجمعها أصل واحد وتتشعب فروعها {وَغَيْرُ صِنْوانٍ} منفردة {تُسْقَى} بالتاء: أي الجنات وما فيها، والياء: أي المذكور {بِمَآءٍ واحد وَنُفَضِّلُ} بالنون والياء {بَعْضَهَا على بَعْضٍ فِي الأكل} بضم الكاف وسكونها، فمن حلو وحامض، وهو من دلائل قدرته تعالى {إِنَّ فِي ذَلِكَ} المذكور {لأيات لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} يتدبرون.

.تفسير الآية رقم (5):

{وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (5)}
{وَإِن تَعْجَبْ} يا محمد من تكذيب الكفار لك {فَعَجَبٌ} حقيق بالعجب {قَوْلُهُمْ} منكرين للبعث {أَءَذَا كُنَّا تُرابَاً أَءِنَّا لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ} لأنّ القادر على إنشاء الخلق وما تقدّم على غير مثال، قادر على إعادتهم، وفي الهمزتين في الموضعين التحقيق، وتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، وإدخال ألف بينهما على الوجهين وتركها، وفي قراءة بالاستفهام في الأوّل والخبر في الثاني وأخرى عكسه {أولئك الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وأولئك الأغلال فِي أَعْنَاقِهِمْ وأولئك أصحاب النار هُمْ فِيهَا خالدون}.

.تفسير الآية رقم (6):

{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ (6)}
ونزل في استعجالهم العذاب استهزاء {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بالسيئة} العذاب {قَبْلَ الحسنة} الرحمة {وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ المثلات} جمع (المثلة) بوزن (السمرة): أي عقوبات أمثالهم من المكذبين أفلا يعتبرون بها؟ {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ على} مع {ظُلْمِهِمْ} وإلا لم يترك على ظهرها مِنْ دابة {وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ العقاب} لمن عصاه.

.تفسير الآية رقم (7):

{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7)}
{وَيَقُولُ الذين كَفَرُواْ لَوْلآ} هلا {أُنزِلَ عَلَيْهِ} على محمد {ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِ} كالعصا واليد والناقة؟ قال تعالى: {إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ} مخوِّف الكافرين وليس عليك إتيان الآيات {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} نبيّ يدعوهم إلى ربهم بما يعطيه من الآيات لا بما يقترحون.

.تفسير الآية رقم (8):

{اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8)}
{الله يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أنثى} من ذكر وأنثى وواحد ومتعدّد وغير ذلك {وَمَا تَغِيضُ} تنقص {الأرحام} من مدّة الحمل {وَمَا تَزْدَادُ} منه {وَكُلُّ شَئ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ} بقدر وحدٍّ لا يتجاوزه.

.تفسير الآية رقم (9):

{عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9)}
{عالم الغيب والشهادة} ما غاب وما شوهد {الكبير} العظيم {المتعال} على خلقه بالقهر بياء ودونها.

.تفسير الآية رقم (10):

{سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10)}
{سَوآءٌ مِّنْكُمْ} في علمه تعالى {مَّنْ أَسَرَّ القول وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ} مستتر {باليل} بظلامه {وَسَارِبٌ} ظاهر بذهابه في سربه أي طريقه {بالنهار}.

.تفسير الآية رقم (11):

{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11)}
{لَهُ} للإِنسان {معقبات} ملائكة تَعْتَقِبَهُ {مِن بَيْنِ يَدَيْهِ} قدّامه {وَمِنْ خَلْفِهِ} ورائه {يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ الله} أي بأمره من الجنّ وغيرهم {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ} لا يسلبهم نعمته {حتى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ} من الحالة الجميلة بالمعصية {وَإِذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً} عذاباً {فَلاَ مَرَدَّ لَهُ} من المعقبات ولا غيرها {وَمَا لَهُمْ} لمن أراد الله بهم سوءاً {مِن دُونِهِ} أي غير الله {مِنْ} زائدة {وَالٍ} يمنعه عنهم.

.تفسير الآية رقم (12):

{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12)}
{هُوَ الذي يُرِيكُمُ البرق خَوْفًا} للمسافرين من الصواعق {وَطَمَعًا} للمقيم في المطر {وَيُنْشِئ} يخلق {السحاب الثقال} بالمطر.

.تفسير الآية رقم (13):

{وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13)}
{وَيُسَبِّحُ الرعد} هو ملك موكل بالسحاب يسوقه متلبساً {بِحَمْدِهِ} أي يقول: سبحان الله وبحمده {وَ} تسبح {الملائكة مِن خِيفَتِهِ} أي الله {وَيُرْسِلُ الصواعق} وهي نار تخرج من السحاب {فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ} فتحرقه: نزل في رجل بعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم من يدعوه فقال: مَن رسول الله؟ وما الله؟ أَمِن ذهب هو؟ أم مِنْ فضة أم مِنْ نحاس؟ فنزلت به صاعقة فذهبت بِقِحْفِ رأسه {وَهُمْ} أي الكفار {يجادلون} يخاصمون النبي صلى الله عليه وسلم {فِي الله وَهُوَ شَدِيدُ المحال} القوّة أو الأخذ.

.تفسير الآية رقم (14):

{لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (14)}
{لَهُ} تعالى {دَعْوَةُ الحق} أي كلمته وهي (لا إله إلا الله) {والذين يَدْعُونَ} بالياء والتاء و: يعبدون {مِن دُونِهِ} أي غيره وهم الأصنام {لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَئ} مما يطلبونه {إِلاَّ} استجابة {كباسط} أي كاستجابة باسط {كَفَّيْهِ إِلَى المآء} على شفير البئر يدعوه {لِيَبْلُغَ فَاهُ} بارتفاعه من البئر إليه {وَمَا هُوَ ببالغه} أي فاه أبداً، فكذلك ما هم بمستجيبين لهم {وَمَا دُعآءُ الكافرين} عبادتهم الأصنام أو حقيقة الدعاء {إِلاَّ فِي ضلال} ضياع.